يُحْكى
أنّ رجلاً ميسور الحال كان له ابنٌ فتى كثير اللهو واللعب ، لا يعمل بل
يقضي معظم أوقاته مع رفاق له في مثل سنه ، وكانوا يقضون الساعات الطوال في
اللعب واللهو والكلام الفارغ من المعنى ، وتناول الطعام في بيت والد ذلك
الفتى .
وكان
والد الفتى يتذمر من كثرة هؤلاء الأصدقاء ، الذين لا منفعة ترجى منهم ومن
كثرتهم ، فهم لا يعملون ، وإنما يضيعون وقتهم سدى ، وكان ينصح ابنه بتركهم
والابتعاد عنهم .
وكان
يقول لابنه إن رفاقك هؤلاء هم رفاق سوء ، ولا ينفعوك بشربة ماء ، ولن تجد
أحداً منهم لو احتجت إليه في ساعة شدة ، وما صداقتهم لك إلا من أجل وضعك
المادي الحسن ، ولو كنت فقيراً معدماً لما رأيت أحداً منهم .
وكان
الابن يلوم والده ويقول له : إنكم معشر الآباء ، لا تثقون بنا ، ولا
يعجبكم أي تصرّفٍ نقوم به ، وتقيسون الناس بالمقاس الذي تريدونه . فخلِّي
بيني وبين أصحابي ، فأنا أعرفهم أكثر منك ، وبيني وبينهم مودّة وعشرة
طويلة ، وصداقة حميمة ، وأنا متأكد من صدق كلّ واحد منهم .
سكت الأب
على مضض ، ولم يقتنع بما سمعه من ابنه ، وتركه مع أصحابه في لهوهم ولعبهم
، إلى أن حدث ذات يوم ما قلب تلك الأمور رأساً على عقب .
ففي ليلة
مظلمة ، طرق الأب باب حجرة ابنه وقـال له بصوت خافـت ، لقد قتلت رجلاً يا
ابني ، وأحسبه لصاً دخل ليسرق من البيت ، وقد لففته في كيس وغطيته بغطاء ،
وأريد منك أن تذهب وتدعو بعض أصحابك وتأخذوا ذلك القتيل وتدفنوه في مكان
بعيد .
وذهل
الابن لما يسمع من أبيه ، ولكنه سار فزعاً إلى أقرب صديق له وقرع عليه
الباب وأخبره بصوت خافت عما فعل أبوه ، وطلب منه أن يأتي معه ليدفنا ذلك
القتيل قبل أن يدركهما الصباح .
ولكن
صديقه رده قائلاً : من يفعل جريمة يتحمل نتائجها وعواقبها لوحده ، ولن
أكون شريكاً في دفن تلك الجثة ، فاذهب وابحث لك عن صديق آخر من بين
أصدقائك ، فأنا لن أذهب معك .
فقال له
ابن الرجل : إذن لا تخبر أحداً عما سمعت مني ، وسار من عنده إلى صديق آخر
فسمع منه مثلما سمع من الأول ، ثم صار يذهب لأصدقائه واحداً تلو الآخر ،
فيجد عندهم ما وجد عند الذين قبلهم .
فعاد إلى
أبيه خائباً كاسف البال ، ي........و وجهه الخوف والخجل ، فقال له أبوه : لا
عليك يا ابني ، إذهب الآن إلى الرجل الفلاني ، فهو صديقي الوحيد وأخبره
بما حدث واطلب منه أن يأتي معك لدفن تلك الجثة .
فذهب
الفتى لصديق والده وطرق عليه الباب ، فخرج وإذا به شيخ ت........وه الهيبة
والوقار ، فأخبره بصوت خافت ما جرى لأبيه في ليلته هذه ، وطلب منه أن يذهب
معه لمواراة تلك الجثة قبل أن يدركهم الصباح .
لم يسأل
الرجل عن التفاصيل ، بل لبس حذاءه وسار مع الفتى حتى وصل إلى بيت صديقه ،
وهناك رأى جثة مغطاة فحملها مع ابن الرجل وسارا في جنح الظلام حتى وصلا
إلى جهة منزوية في حقل الرجل وهناك حفرا لها حفرة غير عميقة وغطياها
بالتراب ، ثم عادا أدراجهما ، وعاد الرجل إلى بيته وكأن شيئاً لم يحدث .
وفي
الصباح كان أصحاب الفتى قد نشروا الخبر في القرية بأن الرجل الفلاني قتل
رجلاً ودفنه في جنح الظلام ، فالتمّ الناس بين مصدّق ومكذّب يستفسرون عن
الأمر ، وجاء أقرباء الرجل يستوضحون منه صحة ما وصل إلى أسماعهم ، ولما
كثر السائلون ، عندها قال الرجل لابنه اذهب وادعُ أصدقاءك وادعُ صديقي
وتعالوا في الحال ، فجاء صديق الرجل وجاء القليل من أصحاب الفتى ، فقال
لابنه ولصديقه ، اذهبا واحضرا تلك الجثة التي دفنتماها ، فغابا برهة ثم
عادا بهـا .
فرفع
الرجل عنها الغطاء على مشهد من الجميع ، وإذا به كبش كبير مذبوح ومسلوخ ،
فقال لصديقه وأقربائه ، يمكنكم الآن تقطيع هذا الكبش وطبخه ، وإعداد طعام
لكم منه ، وأضاف قائلاً : إنما أردت أن أُري ابني من هو الصديق الحقيقي .
وبعد أن
تأكد الابن بأن أصدقاءه كانوا رفاق سوء ، يعينون على الفساد والرذيلة ،
ولم يجد أحداً منهم في محنته بل تخلوا عنه جميعاً ، كفّ عن ملاقاتهم
ومصاحبتهم ، وطرد بعضهم وأصبح يستمع لنصح أبيه ، ويعمل معه في حقله
وأعماله . ولم يعد يعاشر رفاق السوء بعد أن تعلم درساً عملياً في الحياة ،
عرف من خلاله من هو الصديق الحقيقي ، ومن هو رفيق السوء ، وتمثل بالمثل
الذي يقول :" عند الشدائد تُعرف الإخوان " .
أنّ رجلاً ميسور الحال كان له ابنٌ فتى كثير اللهو واللعب ، لا يعمل بل
يقضي معظم أوقاته مع رفاق له في مثل سنه ، وكانوا يقضون الساعات الطوال في
اللعب واللهو والكلام الفارغ من المعنى ، وتناول الطعام في بيت والد ذلك
الفتى .
وكان
والد الفتى يتذمر من كثرة هؤلاء الأصدقاء ، الذين لا منفعة ترجى منهم ومن
كثرتهم ، فهم لا يعملون ، وإنما يضيعون وقتهم سدى ، وكان ينصح ابنه بتركهم
والابتعاد عنهم .
وكان
يقول لابنه إن رفاقك هؤلاء هم رفاق سوء ، ولا ينفعوك بشربة ماء ، ولن تجد
أحداً منهم لو احتجت إليه في ساعة شدة ، وما صداقتهم لك إلا من أجل وضعك
المادي الحسن ، ولو كنت فقيراً معدماً لما رأيت أحداً منهم .
وكان
الابن يلوم والده ويقول له : إنكم معشر الآباء ، لا تثقون بنا ، ولا
يعجبكم أي تصرّفٍ نقوم به ، وتقيسون الناس بالمقاس الذي تريدونه . فخلِّي
بيني وبين أصحابي ، فأنا أعرفهم أكثر منك ، وبيني وبينهم مودّة وعشرة
طويلة ، وصداقة حميمة ، وأنا متأكد من صدق كلّ واحد منهم .
سكت الأب
على مضض ، ولم يقتنع بما سمعه من ابنه ، وتركه مع أصحابه في لهوهم ولعبهم
، إلى أن حدث ذات يوم ما قلب تلك الأمور رأساً على عقب .
ففي ليلة
مظلمة ، طرق الأب باب حجرة ابنه وقـال له بصوت خافـت ، لقد قتلت رجلاً يا
ابني ، وأحسبه لصاً دخل ليسرق من البيت ، وقد لففته في كيس وغطيته بغطاء ،
وأريد منك أن تذهب وتدعو بعض أصحابك وتأخذوا ذلك القتيل وتدفنوه في مكان
بعيد .
وذهل
الابن لما يسمع من أبيه ، ولكنه سار فزعاً إلى أقرب صديق له وقرع عليه
الباب وأخبره بصوت خافت عما فعل أبوه ، وطلب منه أن يأتي معه ليدفنا ذلك
القتيل قبل أن يدركهما الصباح .
ولكن
صديقه رده قائلاً : من يفعل جريمة يتحمل نتائجها وعواقبها لوحده ، ولن
أكون شريكاً في دفن تلك الجثة ، فاذهب وابحث لك عن صديق آخر من بين
أصدقائك ، فأنا لن أذهب معك .
فقال له
ابن الرجل : إذن لا تخبر أحداً عما سمعت مني ، وسار من عنده إلى صديق آخر
فسمع منه مثلما سمع من الأول ، ثم صار يذهب لأصدقائه واحداً تلو الآخر ،
فيجد عندهم ما وجد عند الذين قبلهم .
فعاد إلى
أبيه خائباً كاسف البال ، ي........و وجهه الخوف والخجل ، فقال له أبوه : لا
عليك يا ابني ، إذهب الآن إلى الرجل الفلاني ، فهو صديقي الوحيد وأخبره
بما حدث واطلب منه أن يأتي معك لدفن تلك الجثة .
فذهب
الفتى لصديق والده وطرق عليه الباب ، فخرج وإذا به شيخ ت........وه الهيبة
والوقار ، فأخبره بصوت خافت ما جرى لأبيه في ليلته هذه ، وطلب منه أن يذهب
معه لمواراة تلك الجثة قبل أن يدركهم الصباح .
لم يسأل
الرجل عن التفاصيل ، بل لبس حذاءه وسار مع الفتى حتى وصل إلى بيت صديقه ،
وهناك رأى جثة مغطاة فحملها مع ابن الرجل وسارا في جنح الظلام حتى وصلا
إلى جهة منزوية في حقل الرجل وهناك حفرا لها حفرة غير عميقة وغطياها
بالتراب ، ثم عادا أدراجهما ، وعاد الرجل إلى بيته وكأن شيئاً لم يحدث .
وفي
الصباح كان أصحاب الفتى قد نشروا الخبر في القرية بأن الرجل الفلاني قتل
رجلاً ودفنه في جنح الظلام ، فالتمّ الناس بين مصدّق ومكذّب يستفسرون عن
الأمر ، وجاء أقرباء الرجل يستوضحون منه صحة ما وصل إلى أسماعهم ، ولما
كثر السائلون ، عندها قال الرجل لابنه اذهب وادعُ أصدقاءك وادعُ صديقي
وتعالوا في الحال ، فجاء صديق الرجل وجاء القليل من أصحاب الفتى ، فقال
لابنه ولصديقه ، اذهبا واحضرا تلك الجثة التي دفنتماها ، فغابا برهة ثم
عادا بهـا .
فرفع
الرجل عنها الغطاء على مشهد من الجميع ، وإذا به كبش كبير مذبوح ومسلوخ ،
فقال لصديقه وأقربائه ، يمكنكم الآن تقطيع هذا الكبش وطبخه ، وإعداد طعام
لكم منه ، وأضاف قائلاً : إنما أردت أن أُري ابني من هو الصديق الحقيقي .
وبعد أن
تأكد الابن بأن أصدقاءه كانوا رفاق سوء ، يعينون على الفساد والرذيلة ،
ولم يجد أحداً منهم في محنته بل تخلوا عنه جميعاً ، كفّ عن ملاقاتهم
ومصاحبتهم ، وطرد بعضهم وأصبح يستمع لنصح أبيه ، ويعمل معه في حقله
وأعماله . ولم يعد يعاشر رفاق السوء بعد أن تعلم درساً عملياً في الحياة ،
عرف من خلاله من هو الصديق الحقيقي ، ومن هو رفيق السوء ، وتمثل بالمثل
الذي يقول :" عند الشدائد تُعرف الإخوان " .
السبت أبريل 17, 2010 10:47 am من طرف modi
» ا........سوارات ... صور ... فواصل ... للتزيين
السبت أبريل 17, 2010 10:39 am من طرف modi
» صور ترحيبية بالانجليزيه
السبت أبريل 17, 2010 10:32 am من طرف modi
» حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم
السبت أبريل 17, 2010 10:30 am من طرف modi
» العلم الاردني
السبت أبريل 17, 2010 10:06 am من طرف modi
» اذا حابب تعرفنا على حالك تفضل واذا مش حابب تفضل انت بتتعرف علينا
السبت أبريل 17, 2010 10:06 am من طرف modi
» قطعوا حنجرته بسكين خوفاً من ان يعود الى الحياة.. التفاصيل الدقيقة قبل إعدام الشهيد صدام حسين
السبت أبريل 17, 2010 10:00 am من طرف modi
» لغز سقوط بغداد قبل سبعة سنوات .. اعترافات وفضائح
السبت أبريل 17, 2010 9:58 am من طرف modi
» تيسير السبول
السبت أبريل 17, 2010 9:47 am من طرف modi